
هو النمرود بن كوش وهو ابن حفيد نوح عليه السلام , هو أول جبابرة الأرض وأكثرهم تحدياً لله , هو من الملوك الأربعة الأوائل في الأرض كما ذكر في القرآن أنه ملك كافر وكان هناك ملكان مسلمان وملكان كافران عرفوا أنهم حكموا الأرض كلها , الملكان المسلمان كانوا ( سليمان بن داود عليه السلام , وذو القرنين رضي الله عنه ) والملكان الكافران ( الملك بختنصر , والنمرود ) واليوم سنسرد لكم حكاية النمرود وكيف تجبر في الأرض ووصل تجبره لتحدي الله فأهلكه الله ببعوضة .
النمرود :
رمز التجبر والطغيان , ولد النمرود سنة 2053 ق.م في مدينة بابل المنحدرة من حضارة أوروك , للنمرود خمسة أخوة وهم ( سبأ, هافيله, سبته, رماح, سبتيكة ) , للنمرود ولدان من صلبه كوشة والنمرود الصغير , ذكر النمرود في بعض الكتب اليهودية والإنجيل الأول وذكر ايضاً في التراث الإسلامي وربط المفسرون بين النمرود وقصة النبي ابراهيم , ذكر النمرود ايضاً في الثقافة الأرمينية .
حكم النمرود :
حكم النمرود بلاد شنعار التي تعرف حالياً ببلاد الرافدين مما فسر ارتباط اسم النمرود بأكثر من منطقة في هذه البلاد , حكم النمرود لمدة 400 عام وفي بعض الروايات الأخرى فالنمرود حكم 400 عام وقضى 400 عام أخرى يتعذب بما كان سبب موته .
المدن الذي أنشأها :
قام النمرود بإنشاء مدن بابل وأكد وأوروك كما ذكر في التوراة وسفر الأخبار الأول وسفر ميخا كما أنه لم يكتفي بأرضه بل فتح مدن أخرى في أرض آشور وبنى مدينة كالح ورسن وروحوبوت عير والتي تعني المدينة الرحبة .
جبروت النمرود :
ذكر أغلب المؤرخين أن النمرود كان من أعتى وأطغى الملوك على وجه الكرة الأرضية حيث نصب النمرود نفسه إلهاً على شعبه وعاقب كل من خالفه بالحرق والقتل بحسب ما ذكر القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن , وذُكِر أن النمرود أول من وضع التاج على رأسه حيث تذكر الرواية أن النمرود رأى في السمآء قطعةً من القماش الأسود وتاج فأمر ساسان الخياط أن يحيك له تاج مماثل ووضع المجوهرات عليه وارتداه ليكون أول من ارتدى تاجاً من الملوك بحسب الروايات المذكورة في كتاب المغل , كذلك قال ابن كثير في كتابه بداية ونهاية أن النمرود أول من وضع تاج واستمر في ملكه 400 عام .
جيش النمرود :
أسس النمرود جيشاً قوياً عظيماً كانت الأرض تهتز عندما يطأها هو وجيشه واستخدم النمرود جيشه لغزو الأراضي الأخرى ليصبح صياداً للشعوب بعد كونه صياداً للوحوش كان لا يقوى على جيشه في الأرض قوة وكان يظن نفسه إلهاً لتكوينه هذا الجيش .
تمرد النمرود :
كما قلنا إن النمرود قد عين نفسه إلهاً على البشر ونتيجة لهذا التمرد كانت نهايته من أسوء وأبشع النهايات التي واجهت حاكماً قط , ومن المعالم التي تبرز تمرده على الله برج بابل , برج بابل بناء قد بني في مدينة بابل حسب ما ذكر أغلب المؤرخون القدماء , وربط الكثير من المؤرخين بين برج بابل والنمرود وأنه هو من بنا هذا البرج ومن أبرز من ربط بينهم المؤرخ الشهير يوسيفوس فلافيوس الذي عاش في القرن الميلادي الأول , اعتقد هذا المؤرخ أن بناء برج بابل قد بناه النمرود تمرداً وتحدياً لله وذكر ذلك ايضاً في التلمود .
بناء برج بابل :
- قيل أن النمرود بناه كي يعلوا ويصل للآلهة كما يظن النمرود .
- وفي بعض الروايات الأخرى قيل أنه بنا برج بابل ليحتمي من الطوفان ولا يغرق كما حدث في زمن النبي نوح عليه السلام .
- قيل أيضاً أن النمرود أراد أن يتحدى إله إبراهيم فبنا لنفسه برجاً عالياً فصعد عليه ثم بدأ يرمي السماء بالسهام حتى عاد إليه سهم منه وقد اصطبغ بالبخيخ الأحمر وقد ظن أنه أصاب مرماه , مالبس أن سقط على الأرض وسقط معه قومه كلهم ونهضوا من سقطتهم يتصايحون بكلام لا يفهمونه .
الطبري :
ذكر الطبري أن لعنة إنشاء وتعدد اللغات وتعدد الألسنة والقبائل المختلفة كانت بسبب بناء برج بابل الذي بناه النمرود .
قصة النبي إبراهيم مع النمرود :
ذكر بعض المفسرون في القرآن أن النمرود رأى حلماً طلع فيه كوكب من السماء فذهب به ضوء الشمس حتى لم يبق أي ضوء , فذكر المنجمون ومفسرون الأحلام أنه سيولد ولد في هذه السنة وسيكون هلاكك على يديه , فأمر النمرود أن يذبح كل مولود يولد في تلك السنة , فولد سيدنا إبراهيم ذلك العام أخفته والدته حتى كبر دعا سيدنا إبراهيم قومه للهداية والإيمان بالله الواحد الأحد وترك عبادتهم للأصنام فرفضوا وتعنتوا بالكفر كما هو مذكور في القرآن الكريم , ذكر أن سيدنا إبراهيم قام بتكسير الأصنام كلها ما عدا كبير الأصنام فسألوه قومه من قام بذلك فقال لهم كبير الأصنام فأعدوا ناراً عظيمة لإحراقه بأمر من النمرود ولكن الله جعل تلك النار برداً وسلاماً على سيدنا ابراهيم .
تعجب النمرود من نجاة النبي إبراهيم :
تعجب النمرود وصدم من نجاة سيدنا ابراهيم فأراد مناظرته ومجابهته في أمر ربه فتحدى النبي إبراهيم عليه السلام ذلك الحاكم الطاغية نعم ! تحداه أن يحيي الموتى وأن يأتي بالشمس من مغربها فلم يستطع النمرود إثبات ادعائه فبهت الذي كفر .
يقول المؤرخون أن الأرض الواقعة في أرض بابل بين الكوفة والحلة وتحديدياً أرض بيرس أو بورسيبا هي مكان حادثة إحراق النبي إبراهيم و ليس مكان دفنه , وذكر ذلك في كتاب الملك النمرود أول جبابرة الأرض للكاتب منصور عبد الجليل .
قصة موت النمرود :
تحدث الكثير من المؤرخون عن قصة وفاة النمرود ومدى شناعتها واتفق أغلبية المؤرخون على أن سبب وفاة النمرود كانت بعوضة نعم! أصغر مخلوقات الله قتلت أعتى جبابرة الأرض .
بعث الله ملكاً من السماء لكي يهدي النمرود ليؤمن بالله الواحد الجبار فأبى عليه ثم دعاه الثانية فأبى عليه ثم دعاه الثالثة فأبى عليه وقال : أجمع جموعك وأجمع جموعي ! تحدي صريح لله عز وجل عجيب ! فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليهم ذباباً من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس فأكلت لحومهم ودمائهم فلم يبقى منهم سوى عظامهم ودخلت واحدة من تلك البعوض أنف النمرود فمكثت في أنفه 400 سنة فكان النمرود يضرب رأسه بالمزراب طوال تلك المدة حتى أهلكه الله بنفس البعوضة .
قبر النمرود :
لم يستطع المؤرخون أو الباحثون اكتشاف قبر النمرود أو مكان دفنه حتى الآن وهذا ما يزيد من الغموض المحيط بهذه الشخصية التاريخية وقد تم الخلط بين المقبرة والكنوز التي وجدت في مدينة النمرود في العراق حيث تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صور هياكل عظمية مرتدية حلياً ومجوهرات وزعم أن تلك الهياكل العظمية تعود للنمرود وزوجته وهو ما تم نفيه لاحقاً , فصور الهياكل تعود لرفات قديسين كاثوليكيين .
آخر ما تم الوصول إليه بشأن قبر النمرود هو ما صرحت به بعثة تركية إلى جبل النمرود شرقي تركيا حيث ذكر الكاتب والباحث محمد تورهان ساردار أن فريقه أكتشف مكان القبر بعد بحث طويل قاموا به حيث قال أنه لا يزال قبر النمرود في نفس الجبل ولم يفتح القبر حتى الآن , هذا يزيد التساؤلات بالنسبة للكنوز التي يعتقد أنها مدفونة مع النمرود ولذلك فإن مكان القبر حتى الآن لا يزال لغزاً يحير العلماء والباحثين .
اخيراً هل يتعظ جبابرة الأرض الحديث من قصة النمرود ؟